الوردة تؤذي

Admin عدد المساهمات : 228 تاريخ التسجيل : 10/11/2010

في أحد عصور االظلام الفكري العباسي حورب العشاق
عشاق الذات العليّة ممن ذابت قلوبهم في الحب ووجد الشوق
ورماهم
السلاطين وجلاوذتهم بالزندقة والكفر والإلحاد وقتلوهم بعدما تشفوا منهم
وعذبوهم بطرق لم تخطر إلا على بال شياطين الظلام ووحوش البشر المريضة
بغريزة القتل والتمثيل

وكان من بين ضحاياهم الحلاج المتصوف العاشق حيث راح الطغاة ممن تحجرت قلوبهم يسحلونه في شوارع بغداد
ويكرهون الناس على رميه بأيّ شيء
كان الدم يغطي وجههه وعينيه النبويتين
وهوصامت لاينطق بحرف واحد ولا يتأوه ولا يظهر ألماً

وظفر الجلاوذة باستاذ الحلاج وسيده في طريقته الصوفية( الشبلي )فسحبوه وضربوه وأجبروه على رمي تلميذه العاشق
فأخرج وردة من كمّه ورمى بها وجه من أحبه
فإذا بالحلاج يصرخ متألما :آه ياسيدي لقد آذيتني وقبل أن يجزّ رأسه بدقائق أنشأ يقول مناجيا

نَحَنُ بشَوَاهِدِكَ نلُوذُ

وبِسَنَا عِزَّتِكَ نَسْتَضِئ

لِتُبْدِى لَنا مَا شِئْتَ مِنْ شَأْنِكَ

وأنْتَ الذِى فِى السَّماءِ عَرْشُكَ

وأَنْتَ الذِى فىِ السَّمَاءِ إلَه

وفِى الأرضِ إِلَه..

تَجَلَّى كَمَا تَشَاء

مِثْلَ تَجَلِّيكَ فىِ مَشِيئتِكَ كأَحْسنِ صُورَةٍ

والصُّورَةُ

هِىَ الرُّوحُ النَّاطِقَةُ

الذِى أفْرَدْتَهُ بالعلمِ (والبيَانِ) والقُدرَةِ

وهَؤَلاءَ عِبَادُكَ

قَدْ اجْتَمَعُوا لِقَتْلِى تَعَصُّباً لدِينكَ

وتَقَرُّباً إليْكَ

فاغْفرْ لَهُمْ !

فإنكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ مَا كَشَفْتَ لِى

لما فَعَلُوا ما فَعلُوا

ولَوْ سَتَرْتَ عَنِّى مَا سَترْتَ عَنْهُمْ

لما لَقِيتُ مَا لَقِيتُ

فَلَكَ التَّقْديرُ فِيما تَفْعَلُ

ولَكَ التَّقْدِيرُ فيِما تُرِيدُ() .