من قتل هؤلاء
الفرح : كان يا ما كان في قديم الزمان شيء جميل يعيش بيننا يرفرف فوقنا كالعصفور يرسم البهجة على وجوهنا يغسلنا بماء السعادة ويسكن في أعمق أعماقنا يمنحنا الإحساس بالحياة ويهبنا المتعة الحقيقية لوجودنا ويجعل الأشياء حولنا أجمل انه الفرح ذلك الغائب الذي طال انتظاره ....
الأمان : لماذا سكننا الخوف حتى استعمرنا ؟؟ لماذا لم نعد نشعر بالأمان؟؟ لماذا فقدت الأشياء من حولنا قدرتها على إشعارنا بالدفء ؟؟ لماذا أصبحنا نخاف إلى أبعد حدود الخوف ؟؟ لماذا أصبح نصفنا قلقا ونصفنا الآخر مترقبا ؟؟ لماذا فقدنا الإحساس الجميل بالانتماء ؟؟ لماذا أصبحنا نبحث عن الأمان بلا جدوى ؟؟؟
الأمانة : عرضها الله على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان... حملها بثقلها وهمومها لكن قلة هم أولئك الذين تمكنوا من حفظ الأمانة وليت أولئك يدركون مجالات ووجوه الأمانة المتعددة وليتهم يعلمون أنهم يوما ما سيقفون ويسألون يوم لا تخفى منهم خافية.......
الضمير : ماتت ضمائرهم فأغمضوا أعينهم وحللوا الحرام وحرموا الحلال وتغاضوا عن أشياء كثيرة ما كان ينبغي التغاضي عنها وظنوا أنهم سيعيشون للأبد وتوهموا أنهم حين يغادرون سيأخذون كل الأشياء معهم......
الصدق : كيف تضخم الكذب من حولنا حتى لم نعد نلمح ولا نشعر بسواه فالبعض يكذب كي يصل والبعض يكذب كي يستتر والبعض يكذب كي ينجو والبعض يكذب كي لا يخسر والبعض يكذب كي يبقى جميلا في أعيننا والبعض يكذب كي يحتفظ بمن يحب ولا يدرك كل هؤلاء البعض أن حبل الكذب قصير أقصر من أن يوصلهم إلى شيء........
الوفاء : افتقدناه حتى اشتقنا إليه فأصبح مع الوقت من المفقودات في هذا الزمان وأضفناه بلا شعور إلى قائمة المستحيلات أصبحنا نحلم به ولا نحققه نسمع به ولا نراه نتمنى طقوسه ولا نعيشه ونبحث عنه بإصرار وإرهاق ولا نجده فحجم خيانتهم أصبح أكبر من أن يبقى للوفاء بينهم مكان......
الحلم : آه أيها الحلم الجميل كيف استيقظنا منك؟؟ ومتى استيقظنا؟؟؟؟ من ذلك الذي أيقظنا؟؟؟ وكيف لم نشعر برحيلك ونحن نفتح أعيننا؟؟ وكيف فقدنا طريق العودة إليك فلم نعد نملك قدرة النوم بهدوء ولم نعد نحلم كما كنا وأفقدنا ضجيج الواقع متعة الانغماس بالحلم الجميل ....
الحياء : خلعوه منذ زمن فمنذ زمن تجردوا منه انتزعوه باسم الحضارة وباسم الثقافة وباسم أوهام كثيرة عددوا لها الألوان والأسماء وزخرفوها قدر استطاعتهم صدقوا الكذبة وعاشوها وعاشوا في دائرتها وخسروا أشياء كثيرة سيدركون ذات يوم أهميتها لهم.....
الرجولة : مازال الكثير منهم ومنهن لا يدركون الفرق بين الذكر والرجل فما أكثر الذكور وما أقل الرجال في زمن أصبح فيه ظل الحيطة أفضل بكثير من ظل الكثير من الرجال في زمن شارك الرجال فيه النساء كل شيء حتى أدوات التجميل.....
الرحمة : أين المتراحمون في الله ؟؟ أين المتراحمون في الأرض ؟؟ غشت القساوة قلوب الكثير منهم فلم يعد يهزهم شيء ولم يعد يخفهم شيء فتخلوا عن الكثير من الأشياء وانسلخوا عن الكثير من الأشياء حتى جلودهم