هذه القصة هي أحداث حقيقية , و هي جميلة جداً ,فتابعوا مجريات هذه القصة الرائعة:
في أحد الأيام ,كان رجل عجوز يصيد السمك ,ويعيش على ذلك, و كعادته,يأتي من الصباح الباكر ليصطاد السمك و يعود في المساء .و مرة من المرات ,وجد هذا الرجل رجلاً آخر و كان قوي البنية ,طويل الجثة ,و يبدو عليه أنه متكبَر, و حينما اصطاد الرجل العجوز أول سمكة , هجم الرجل الآخر عليه و سرق السمكة ,و لكن,
وقتها كانت السمكة تلتقط آخر أنفاسها ,و قبل ذلك ,عضَت السمكة إصبع الرجل ,لكنَ الرجل لم يبالي
لعضة السمكة و وضع السمكة في كيس .حزن الرجل العجوز على هذه السمكة ,و بدأ يدعو الله أن ينتقم
له. و في الليلة ذاتها, تألَم ذلك الرجل كثيراً في موضع العضَة ,فذهب إلى الطبيب و روى له الحادثة ,
فأخبره الطبيب (بعد تحليلاته) أن هذه السمكة سامة ! و عليهم بتر إصبع الرجل لكي لا ينتشر السم في
باقي أعضاء جسده ,و يجب بترها في أسرع وقت .فقرَر الرجل بتر إصبعه لكي لا يتطوَر الضرر .فبترو الإصبع .وبعد يوم ,وفي نفس الوقت الذي تألَمت به إصبعه ,تألَمت يده ألماً شديداً,فذهب إلى نفس الطبيب
ومرة أخرى,أخبره بنفس النتيجة ,يجب بتر يده لأن السم قد انتقل إلى يده ,فبتروا يده , و قال له الطبيب أن
هذا النوع من السموم قد ينتقل إلى باقي أعضاء جسمه ,و لم يكن في ذلك الوقت مضادات للسموم وغيرها
و لم يهتم الرجل لكلام الطبيب ,وفي اليوم التالي حصل ما توقَعه الطبيب ,انتشر السم في ساعده ,و يجب
بترها ,وحينها فكَر الرجل بحل , قرَر أن يذهب إلى شيخ ,فذهب إلى شيخٍ معروفٍ في قريتهم ,و روى له
الحوادث التي جرت معه بكل تفصيل ,فسأله الشيخ:و ماذا حدث للرجل العجوز؟ فجاوبه :لا أعرف ,
ثمَ سأله :و ماذا حدث بالسمكة؟ فقال له :ما زالت بالكيس الذي وضعتها به.فقال له الشيخ:اذهب إلى ذلك
الرجل ,وأعد له السمكة التي سرقتَها ,عسى أن يغفر الله لك. ففعل الرجل ما طلبه الشيخ و سامح الرجل العجوز.
و من بعدها ذهب إلى الطبيب,و تعجَب الطبيب مما اكتشف,فسأله الرجل عن سبب تعجُبه ,فقال له الطبيب أنَ السم قد اختفى تماماً ,و عرف الرجل وقتها أنَ الشيخ قد كان صادقاً ,فذهب و صلَى و شكر
الله على توقُف السم ,و الأهم أنَه شكره على رحمته الواسعة و غفرانه لهذا الذنب الذي قد يعتقد بعضكم
في بداية القصة أنَه ذنب ليس كبيراً جداً ,و لكن في نهايتها اكتشفنا أنَ هذا الذنب كان سيسبب موت الرجل . فما أعظم الله و ما أرحمه بالعباد .
إنَ هذه التجربة تعلِمنا أن الذنوب سيحاسبنا الله عليها في الدنيا أو في الآخرة ,فمن الأفضل أن نصلح
ذنوبنا في الدنيا لانَها فرصة قبل أن نُحاسب في الآخرة.