قصة حب القمر

كنت حائرة دوما لماذا القمر لونه أبيض؟
و لماذا أنفصل عن الأرض؟؟
هل حقا لا حياة فيه؟؟؟
و كيف يجد الحائر فى مناجاته الراحة من الشكوى؟؟؟؟

و يوما كنت أسير على شاطئ البحر النجوم تنير طريقى و ضوء القمر يحتوينى و وقفت طويلا أفكر هل حقا أن الأمواج تحادث القمر هى الأخرى!!ـ
و وجدت القمر يحدثنى بلا صوت يحكى ردا على أفكار لطالما حيرت قلبى و يالها من حكايات
يحكى أنه فى الزمن البعيد وقت أن كانت الأرض بلا بشر و السماء بلا قمر كانت الأرض عاشقة و كانت مليئة بالأزهار و الورد
و كانت الأرض تبكى شوقا للحبيب فتجرى دموع الشوق نهرا يروى جنان الحب فتنبت زهور الهوى شذاها ينشر الحب فى الدنيا
و كانت الفراشات تغنى بصوت عذب جميل تذوب له القلوب ولها و تدمع لها الأعين حنينا إلى المحبوب
و لكن كعادة الحب جرحه بعمق حلاوته
و بكت الأرض طويلا على حبها الغادر فكانت دموعها تجرى بحارا مالحة ترتوى منها زهور الحب فتذوى و تصير الخضرة صحراء و تصير جناتها صخور و يشتعل قلبها ألما تتكون منه براكين تدمر أشجار الغرام التى لطالما أستظل بها العاشقون
و لكن الحبيب إذا ما أحب بصدق لا ينسى حبيبه أبدا حتى و إن غدر
فظل جزءا منها مشتاق إلى حبه فبقت بعض البساتين
و سكتت الفراشات فى حزن فظلت ألوانها تذكرنا بجمال الحب و إن كان حبا بلا صوت
و من قال يوما أن رؤية الحب لا تغنى عن الكلمات؟
و منذ ذلك الحين قررت الأرض أن تضع قلبها بعيدا عن كل غدر الدنيا و عذابها و لأنه قلب صافى لا يعرف للكره سبيل كان لونه أبيض و لأنها خافت أن تحب ثانية كان قلبها بلا حياة و لكن يملؤه الحب
و هكذا جاء القمر قلب الأرض النقى من كل الكره الطاهر عن كل ملذات الدنيا بعيدا عن منال كل فرد
أصبح رسولا بين الأحباب جليسا للعشاق ملاذا للحائرين يخرج كل ليلة ليؤنس وحدة المشتاقين و يخفف دموع حبيب وحيد يشتكى لوعته بالليل و النهار
ثم يختفى عنا يومان يتذكر فيهم حبه و يبكى وحده بلا ونيس و لا حبيب ليعود فيخفف عنا دون أن نخفف نحن عنه شيئا

هكذا روى القمر قصته و حكاياته مع الحب و يالها من حكايات