عَبَقُ التاريخ.. يا أمَّ
السَّنا!
أمْ نداءُ الشعرِ.. أمْ
أنتِ لديَّا؟
أيُّ خمرٍ؟ كُلَّما مُدَّت
يَدي
صعَقَتْني الكأسُ،
فارتَدَّتْ إليَّا
أيُّ سرٍ أنتِ؟ ننهدُّ على
شاطئ السحرِ.. ويبقى
أزَلِيَّا
أيُّ أُنشودةِ مجدٍ..
أرْضَعَتْ
مولدَ الدهرِ سناها
العربيا!
آه ... يا شامُ! تَعِبْنا كلُّنا
ومضى لَغْزُكِ جبَّاراً
عَصِيَّا
كُلُّنا دونَكِ زَوَّقْنا
الرُّؤى
وعشِقْنا .. وتَغَزَّلْنا مَلِيَّا
* * *
شُعراءُ الشامِ.. وانْهَلَّ
الشَّذا
وإذا الحرفُ جُنونٌ من
حُمَيَّا
أنتِ أعطيتِ.. ولمَّا
تَتْعَبي
ومشى الكِبْرُ بِبُردَيْكِ
فَتِيَّا
مَرَّةً .. وَمْضَةَ سيفٍ فاتحٍ
مرَّةً .. عصماءَ تُغوي عبقريَّاً
كُلُّنا فيكِ.. أنَخْنا
رَكْبَنا
وسألْنا بَرَدى التاريخِ
رِيَّا
كُلُّنا عندكِ.. ألْقَينا
العَصَا
ووقَفْنا .. زِرَّ وَرْدٍ نَتَفَيَّا!
* * *
آهِ يا شامُ! تقاسَمْنا
الهَوى
فإذا أنتِ الهوى.. رُشْداً
وغَيَّا
إيذني لي أفتَتِحْها
وَقْفَتي
غَزَلاً يَفرضُه الحبُّ
عليَّا
أيكونُ الشعرُ إلاَّ
قَصْفَة
من جناحَيْكِ.. وينهالُ
سخيَّا؟
لا أنَا قلتُ.. ولا قالَ
فَمٌ
أنتِ مَنْ رَقَرقَنا حرفاً
نَدِيَّا
مَن سَقانا..
مَنْ سَبَانا..
مَنْ حكَى..
* * *
ثُمَّ ردَّدْنا الصَّدى
حُلْماً غَوِيَّاً
* * *
يا قصيدَ المُبْتَدا
والمُنْتَهى
إيذَني لي فيكِ أنسابُ
رويَّا!
لمسةٌ منكِ، ويصحو عالَمٌ
من غواياتِ الصِّبا بين
يديَّا
إيذني لي أرتمي.. يا حلوتي
في ذراعَيْ حلوتي طفلاً
نقيّا
* * *
تحية خضراء للشام.. تحية
لدمشق، ملهمتنا الأولى، وعروس قوافينا الخالدة، وملحمة أمجادنا العربية التي ما
نزال نعيش على ذكراها، ونستظل بِذَارها.