السلام عليكم يا إخواني الأحرار المجاهدين .
السلام عليك يا مهد العروبة النقية يادمشق .
السلام على كل عربي صادق مخلص .
]قال الله تعالى : (وما جعله الله إلابشرى لكم . ولتطمئن قلوبكم به . وماالنصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) . " آل عمران/126"
أيها السادة : إن ضجة هذا العيد السعيد , و روعة هذاالاحتفال المهيب , وعظمة هذا النصر المبين . لتغرقني في ضجيج من الذكريات . أتمثل فيها سنيالثلاث والنصف في نضالها الدائم ومعاركها المستمرة .وهي معارك لم يتعرف قطر ثائرعلى أشد منها فتكا ولا أروع هولا . ولا أطول مدة .ولا أكبر ضحايا . فالحمد لله الذي أحياني حتى رأيت نتائج جهاد الأمة , وحتى رأيت الشعب يقطف ثمرات جهاده الطويل .
وإني لأتمثل الآن إخواني الأبطال الذين سقطوا صرعى في ميادين الشرف والجهاد . أولئك البواسل الذين جاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فما تراخت لهم عزيمة . وما فترت لهم همة . وما ضعفت في نفوسهم حدة القتال . ولا خمدت فيها جذوة النضال . ( رجال صدقواما عاهدوا الله عليه . فمنهم من قضى نحبه . ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) " الأحزاب 23 ". فأما الذين قضوا ففي سبيل الله والوطن . وأما الذين ينتظرون فهم يعتقدون إن إنكار الذات , والبعد عن التبجح . والنفرة عنالمظاهر , إن هو إلا نوع من أنواع الجهاد , بل ومن أقدس واجبات الجهاد . والله لايضيع أجر من أحسن عملا .
أيها السادة :
إن الاستقلال الذي نتمتع به الآن طليقامن كل قيد . نقيا من كل شائبة .إن هو إلاثمرة جهاد طويل أريقت فيه دماء ذكية . واستشهد فيه أناس كثيرون . (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاهاإلا ذو حظ عظيم ) " فصلت 35 "وإن هذا اليوم الضاحك الطروب الذي تنفست فيه أنجاد سوريا و وهادها الصعداء لهو الحلمالهانئ الذي أغمض عليه الشهداء أعينهم تحت أزيز الرصاص ودوي المدافع . وهو اليومالذي سفكت من أجله دماء الأبطال في جبال العلويين , و الدروز والزاوية .وفي كلبقعة من بقاع هذا الوطن العزيز . إنه اليوم الفصل الذي كنتم توعدون .
[فتحية العروبة والجهاد نهديها إلى أولئك المجاهدين الذين ما انفكوا يضربون بسيف عقيدتهم الراسخة . ويطعنون بسنان إيمانهم الصادق.أكباد السياسة الخائنة التي عاثت فسادا بحظائر هذا الوطن . حتى أذهب الله عنه رجس الاستعمار . وطهره تطهيرا .
الحمد لله الذين صدقنا وعده , وكم من فئةقليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله ." البقرة 249 ولكن المجاهدين السوريين لا يعتبرون أنواجبهم في الجهاد قد انتهى ما لم تجل الجيوش الأجنبية عن كافة الأقطار العربية .
أيها السادة :
أحب أن لا تقعد بكم سلافة الفوز عنالقيام بالواجبات المفروضة على كل منكم تجاه أمته وبلاده , وهي واجبات جسيمة تتطلبمنكم السهر والحذر . والعمل بلا إبطاء , والجد بلا تهاون . فالبلاد الآن بأمس الحاجة إلى جهود أبنائها العاملين . ورجالها المخلصين . لإصلاح ما أفسده المستعمر . وللقضاء على طائفية بغيضة . ورجعية مقيتة .فنحن لا نزال في صميم الجهاد . ولقد انتهينا من جهاد أصغر ,إلى جهاد أكبر .ونحن أحوج من نكون إلى التكاتف والتضامن , والى الإخاءوالتعاون . وان أي انحلال في الصفوف من شانه أن يؤثر على سفينة الإصلاح . وقد قال الله تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) " الأنفال46" وإن إيثار الصالح العام , على الصالح الخاص , هو فرض واجب على كل وطني مخلص. وإن الأمور لا تستقيم ولا تستقر إلا إذا عرف كل واحد من الأمة واجبه فقام به خيرقيام . ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ) "التوبة 105".وإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل 128" .[/
حيوا معي هذا العلم المفدى . واهتفواباسم سوريا الحبيبة , وباسم فخامة السيد شكري القوتلي قائد نهضتها الجبارة المظفرة.والسلام عليكم