جمال الطرابلسي Admin
عدد المساهمات : 228 تاريخ التسجيل : 10/11/2010
| موضوع: نديم محمد شاعر الكبرياء والألم الجمعة ديسمبر 10, 2010 11:38 pm | |
| ولد الشاعر في عام 1908 في قرية جميلة تسمى عين الشقاق في قضاء جبلة ـ محافظة اللاذقية ـ تقع على التخوم الجبلية وتتمتع بإطلالة رائعة على الحقول والمروج، وعلى البحر
تربّى في عائلة كثيرةالعدد نوعاً ما بين أشقاء وشقيقات شأن أكثر الأسر في تلك الأيام..
وكغيره من أبناء القرى فتح عينيه على الطبيعة بكل ما فيها من هدوء وسكينة وجمال، وعايش كائناتها الحية، وشدته حقولها العذراء وورودها وأزهارها التي تخلق دون التدخل من أحد، فتلونها وتنسقهافتأتي لوحات رائعة لا أجمل ولا أحلى.
تميز عن أبناء جيله بطفولةقلقة ومشاكسة وفي نفس الوقت كان أليفاً وصافياً صفاء الطبيعة التي احتضنته بأبّوةوحنان، فأصفاها الودِ، وصادق كل ما فيها، وحاول جمع الأضداد مع بعضها في تآلف وتوافق كالهر والعصفور والحيّة وكان يقول دائماً:
"القلوب نظيفة فهي أوعية الحب، ولكن الناس يملؤونهابالحقد والكراهية".
تعلم القراءة والقرآن فيالقرية على يد شيخ الكتّاب أولاً، ثم أرسل إلى المدرسة في قرية (العنّازة) في منطقة بانياس الساحل، لتعلم قواعد اللغة العربية ومنها مدرسة (الفرير) في اللاذقية، ثم إلى جبلة ونال منها الشهادة الابتدائية في عام 1925
وفي عام 1926 أرسل إلىمدرسة اللاييك في بيروت، وبعد سنة ونيف سافر إلى فرنسا لإتمام الدراسة في جامعة(مونبيلييه) حيث حصل على الإجازة في الأدب العربي، وانتقل إلى سويسرا لدراسةالحقوق،.
شغل العديد من الوظائف بدءاً من عام 1933 وكان في جميعها مشاكساً، كان أوّلها مديرا لناحية الشيخ بدر وآخرها مديراً للمركز الثقافي في (الحفة) ثم خبيراً في وزارة الإعلام، حيث عاوده المرض الذي كان قد أصيب به في عام 1939 وهو التدرن الرئوي، وأدخل في مصح (بحنس) في جبل لبنان، وفي أواخر أيامه تعالج في مشفى المواساة في دمشق إلى أن توفاه الله في السابع عشر من شهر كانون الثاني عام 1994 عن عمر ناهز السادسة والثمانين
عاش في بيت متواضع في طرطوس تعتني به جارتة وقد رفض أن يظهر في وسائل الإعلام وما زلت أذكر كيف خادعه مدير التلفزيون العربي السوري المذيع عادل اليازجي وأجرى معه مقابلة عفوية لم يكن الشاعر يعرف أن الفريق التلفزيوني يصوّره من النافذه ، تحدث بلهجته العفوية ( قلتلا للحي روحي يا مباركي ميضوجو منك ضيوفي وحق الذيلا إله إلا هو راحت وما رجعت ) وهذان البيتان هما آخر ماجادت به روحه:
سيذكـــــرني غداً أهلي كثيراًويســـأل بعضهم عني طويلا فلن يجدوا وإن راحوا وجاؤوا ولن يهدوا إلى عندي سبيلا في شعره روح إبداعية فريدة يمتزج عنده الفرح والأسى ويشكلان عالمه الفريد أين الربيع وأين ورده ذهب الربيع فمن يرده لي خـلـفه قلب إليه بملء قوّتـــــــــه يشده وهناك لي كأس مشعشعة ولهو جدّ جِدّه ومع الهوى ثغر ترقرق عطره وانهلّ شهده ثغرٌ اشفُّ من الضياء حلا جناه وطاب ورده.
يقول عن نفسه .أنا لاأريد من الدنيا إلا أن تتركني كما انا معذباً شقياً!! عشت كبيراً بشعري وانفتي وانساني وأرحل كما عشت أناشاعر يكتب ما يطمح إليه إنسانه زاهداًبضفائر الدنيا وصغائرها ومقبلاً على شعره محباً لأحلامه وعاشقاً لروحعبقريته. يا رب إني رأيتك في حنيني وسمعت صوتك في يقيني وحملت همّي راضياً وجعلت حبّ الناس ديني ربي وتعلم لم أخن عهداً وإن طالت شجوني وعلمت لم أكفر ولم تغمض على ريب جفوني أسلمتني آثار عاطفة الى بؤس ضنيني وأضعت في طرطوس إنسانـي ولم ترحم أنيني يا رب لا جمعت بغير أناملي رزقاً يميني بلهيب عزمي أصطلي وبساعدي أحمي ظعوني كرم البراءة إنها تعمى عن المكر المبين أنا روح ملحمة ينوس فيا زوابع أطفئيني شعري صراخ الثأر في جرحي فهلاّ تسمعوني أنا كبرياء أنا وغيري لا أكون فكذبوني أنا ملك نفسي وحدها وشعارها لن يملكوني أنا بعدكم أركان بنيانٍ على صخرٍ متينِ | |
|